المنشيه: شجرة عائلة مناع

فواز نمر مناع شاب من قرية المنشية تعلم في مدرسة بعكا الصفوف الإبتدائية ولم يكمل و اشتغل بالزراعة ونقل المحاصيل على عربة والده التي تجرها الخيول تزوج من حسنة ذيب منيزل إبنة عمته (كريمة مناع) بمهر غال (300 ليرة فلسطينية)في 6/6/1946 في حفل تكلمت عنه كل المنشية من روعة جماله و أنجبت عام 1947 نمر الإبن البكر بعد وفاة جده نمر المجاهد الكبير ب18 يوم فقط وبعد أشهر نزحت العائلة الصغيرة من المنشيةتحت وطأة القصف الصهيوني من بلدة إلى بلدة والطاشرات تلاحقهم من سحماتا إلى جولس إلى يركهحتى وصلو إلى لبنان وكان هناك اللجوء عن الوطن و المرارة التي ظلت تلاحق فواز مناع طوال عمره.كان قليلا ما يتكلم من كثرة المرار والحرقة التي في قلبه فكان يذكر شبابه بعكا والسينما و البحر مع رفاقه والخيول تركض بالمنشية.رزق فواز وحسنة ببلاد الغربة و بعيدا عن أعين الوطن بثلاثة أولاد (نمرو ياسين و زياد)وسبعة بنات (ساميا و أمينة و كريمة و فريال مريم و منتهى وسناء) وكان يعمل بالبساتين التي يحبها و تذكره ببساتين المنشية و البهجة هناك.وعندما اضطرته ظروف الحياة للسكن بمخيم عين الحلوة حيث لا بساتين ولا شجر مجرد بيوت مكدسة تحجب الاحلام .
قسى الزمان على فواز مناع أبو نمر و أضاع أحلام المنشية من عمره فعاش اللجوء و مراراته و سجن في أنصار عام 1982 و بدأ المرض يفتك بجسمه الذي طالما تباهى أنه مبني على خيرات المنشية وقادر على تحمل المرض. تحول الحلم إلى كابوس والمنشية تبعد كل يوم و خيالها يتراقص وكم نادته للعودة لكن طعنات الزمن والاسلاك الشائكة منعته من العودة وهامت روحه للعودة فلاقت باريها في 26/8/1996 . وربما نزلت دمعة على عين المنشية التي محى الصهاينة ذاكرتها حزناً عليه وربما تأوهت بساتينها على فراقه وغصت الدروب التي مشاها أبو نمر في المنشية.
ربما زمن الأرض و مسافاتها باعدت بين فواز مناع و المنشية ولكن روحه ها هي هناك تحوم و تحرس الأرض تنتظر الأبناء و الأحفاد للعودة وبناء ما تهدم فيا منشيتي انتظرينا......