فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

كاتب إسرائيلي: إسرائيل نجحت في تحطيم المجتمع الفلسطيني الي أجزاء والفلسطينيون يساعدون في تكريس الظاهرة

النسخة الأصلية كتبت في تاريخ 12 تشرين أول، 2007

انتبهوا الي مجموعة الأنباء التي نشرت في أحد ايام الاسبوع: طواقم المفاوضات تتفاوض لصياغة اعلان مباديء يطرح في مؤتمر أنابوليس.
نائب رئيس الوزراء يكرر خطته باقتطاع الأحياء النائية من المجال البلدي التابع للقدس ويثير جلبة: اللجنة الاقتصادية في الكنيست تداولت في اقتراح قانون يسمح للكيرن كييمت بأن تؤجر الاراضي والعقارات لليهود وحدهم، اطلاق صواريخ الكاتيوشا من قطاع غزة أثار نقاشا عاصفا حول مسألة احتلال أجزاء من قطاع غزة.
العلاقة بين كل هذه الأحداث تبدو صدفية فقط؛ فما هي علاقة الكاتيوشا مثلا بالكيرن كييمت؟ ولكن التدارس المعمق للمسألة سيظهر أنها أوجه مختلفة لما يسمي المشكلة الفلسطينية . نحن نقوم بتفكيك هذه المشكلة وتجزئتها الي أجزاء صغيرة بصورة مريحة لنا علي افتراض ان المشكلة الأصغر أسهل علي الحل .
نحن اعتدنا علي نهج التفكيك جدا لدرجة أننا نسينا أننا لم نقم بتفكيك المشكلة الي اجزاء وانما فعلنا ذلك مع الشعب الفلسطيني حيث قسمناه في الأجيال الثلاثة الاخيرة الي مجموعات فرعية. ونحن لم نقم بالتفكيك القسري فقط بل تسببنا في قبولهم بالهوية المشرذمة وخضوعهم للأجندة التي أمليناها عليهم.
المشاركون الفلسطينيون في المفاوضات التحضيرية لقمة أنابوليس يكافحون للحصول علي شروط أفضل لربع الشعب الفلسطيني فقط. أمـــا مصير الأجزاء والشظايا الاخري: غزة والفلسطينيون الاسرائيليـــون والشتات وسكان شــرقي القدس، فسيتولاها آخرون غيرهم. أبناء شـــرقي القدس يريدون ان يتركوهم في حالهم وأن لا يفـــرضوا عليهم (من منطلق النزعة الوطنية) التنازل عن امتيازاتهم كمواطنين في اسرائيل.
الفلسطينيون الاسرائيليون يكافحون للحصول علي عقود تأجير من الكيرن كييمت كجزء من مطلبهم بالاعتراف بهم كـ أقلية قومية ومساواتهم في الحقوق. هم لا يربطون كفاحهم بكفاح اخوانهم الموجودين وراء الجدار الفاصل، الفلسطينيون في المناطق يناضلون من اجل حق تقرير المصير ، أما هم فيطالبون بـ المساواة في الحقوق المدنية . أتباع حماس في غزة لا يكترثون لتبعات اعمالهم العنيفة، بينما يتحدثون عن مصالح الشعب الفلسطيني كله. التحطيم الي تجمعات مشرذمة لم يصل الي نهايته بعد.
المشروع الصهيوني الذي شكل تحديا للجمهور العربي وبلوره كمجموعة قومية متميزة ومنفصلة، تحول عبر الأجيال الي عامل مهيمن تساقط المجتمع الفلسطيني تحت ضرباته القوية الي أشلاء. هذا التحطيم تحول الي أداة السيطرة الاسرائيلية الاساسية. وبفضله فقط يمكن للاسرائيليين ان يفرضوا سيطرتهم علي كل ارض اسرائيل حيث يشكل بوليصة تأمين ضد الخطر الديمغرافي الذي سيحدث عندما سيحقق الفلسطينيون الاغلبية العددية في المناطق (قريبا جدا) الواقعة بين النهر والبحر.
الجمهور اليهودي المسيطر سيواصل حتي بعد أن يتحول الي أقلية، فرض الشرذمة الفلسطينية مستخدما الوسائل المعتادة (العصا والجزرة) التي ستعمق وتكرس عدم التنسيق والفواصل بين أجزاء المجتمع الفلسطيني.
في الستينيات والسبعينيات من القرن السابق استخدمت سياسة التحطيم تجاه الاقلية الصغيرة المسماة عرب اسرائيل والآن ها هي تستخدم بمهارة فائقة ضد خمسة ملايين فلسطيني من دون اثارة الاهتمام تقريبا. وليس صدفة ان الدعاية الاسرائيلية لا تهتم بالمرة الي ابراز انجازات التحطيم. اسرائيل بالمناسبة تتطلع الي نصب فزاعة التهديد الوجودي الذي يظهر عدوا وحدانيا وحازما. اوساط اليسار تساعد في ذلك من دون مواربة من خلال تشبثها بالوهم الــــرومانسي المتـــمثل بوجود شعب فلسطيني موحـــد يكـــافح من اجل الحرية، وينضم اليهم متحــدثون فلــسطينيون يعــتبرون مجرد الحديث عـــن نظرية الانفصال والشرذمة كدعاية معادية.
لذلك يمكن لاستراتيجية التحطيم ان تنجح ـ الأنظار تنحرف عنها الي مسائل هامشية مثل الكيرن كييمت و تقسيم القدس وهناك كذلك مطلعون وخبراء يفاجأون عندما تعرض عليهم شدة الشرذمة والتحطيم وعمقها. الفلسطينيون ليسوا بحاجة الي نيلسون مانديلا وانما الي جوسبا غريبالدي حتي يظهر من بين صفوفهم ويوحدهم.
ميرون بنفنستي
باحث يساري ومستشار سابق لكوليك
(هآرتس) 11/10/2007

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

فليفــرح الاسرائليين قليلا وليبكوا كثيرا فالامور سوف تختلف مهما تشرذم الفلسطينيــين على حسب ما كتب الكاتب ، والتشرذم
سوف يدفعهــم الى إتخاذ طرق مختــلفة في المقاومة وبدل ان تكون إسرائيل تصارع غزة الارهابية ، سـتجـد نفســها في مســتنقع ليس فيه الخروج بل الاستـلام او النهاية ، واعتقد بان الاحداث الاخيــرة بدأت تظهــر على الساحة ، فالفلســطنييــن من حملة الهويات الضفة والقطاع توقفت ، وإستيــقظ اهل القدس ، وسوف يســتيقظ اهل عرب الثماني والاربعيــن ومن ثــم سيـفيق البــدو والدروز ، والمعروف عن الدروز بانــهم مع الكفة الراجحــة ، فليـجــهز انفســهم أي المحتل في معرفة او وضع خطط جديدة ليحاول ان يحمي طغيانــه ، وإحتــلالــه الذي بدأ يتهاوى وذلك بفشله في لبنان وفشله في تحرير جندي إســرائيلي من غزة ، وفشل في وقف الصورايخ العبثــــــية والتي فقط جعلت المستوطنيــن
يهــربون من حول القطاع .
 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع