فلسطين في الذاكرة | من نحن | تاريخ شفوي | نهب فلسطين | English |
![]() |
الصراع للمبتدئين | دليل العودة | صور | خرائط |
فلسطين في الذاكرة | سجل | تبرع | أفلام | نهب فلسطين | إبحث | بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت | English | |
من نحن | الصراع للمبتدئين | صور | خرائط | دليل حق العودة | تاريخ شفوي | نظرة القمر الصناعي | أعضاء الموقع | إتصل بنا |
إبحث |
أريحا |
بئر السبع |
بيت لحم |
بيسان |
جنين |
حيفا |
الخليل |
رام الله |
الرملة |
صفد |
طبريا |
طولكرم |
عكا |
غزة |
القدس |
نابلس |
الناصرة |
يافا |
تبرع |
سجل |
إتصل بنا |
فديوهات |
أي تعليقات مؤذية، تهجمية، أو متعالية على الآخرين ستحذف فوراً. الرجاء كتابة تعليقات متواضعة، وإذا كان عندك إنتقاد فإجعله بناء.
*يرجى الملاحظه باننا لا نشارك بريدك الألكترونى مع زوار الموقع على الأطلاق وكل المراسلات تتم من خلال الموقع.
|
||
اتمنا الى كل هل بلدي النجاح والتوفيق وال وهدن عامة البلد
|
||
خبرعاجل قوات الاحتلال تعتقال الموطن عبدالكريم اسعد لولح الغزاوي
|
||
اني ابن بلدي والله ولن اكون سوى لها نحترم ونقدر الاخرين ولكن لاسف انهم يدعوننا بالارهابين فما رايكم اخواني واخواتي نرجومنكم رفع روسكم لفوق فانتم الشعب الحر بنظر الاميركان اصبحتم الارهابيين انا معك من الشعب الارهابي شعب العزة شعب فلسطين وكما قلت لكم مازلنا نحن الشعب الباسل شعب فلسطين
|
||
أولاً أهنيء القائمين على هذا الموقع الرائع الشامل المتنوع الذي يحوي القضية الفلسطينة تقريبا في غالبية جوانبها حتى لاتكاد أن تنسى شيئا حسب علمي واهتمامي المتواضع ، واقدر وابارك جهدكم العظيم واسأل الله لكم التوفيق والنجاح والسداد ، وان ياجركم على هذا خير الجزاء ، وأن يرزقكم الثبات ومواصلة هذا الجهد العظيم بثبات وعزيمة وثابة وطموح خلاق .
ثانيا :أتمنى عليكم تعميم هذا الموقع على مراكز الدراسات والأبحاث و على الجامعات الفسطينية والمدارس بكل مستوياتها لأن الشباب عنصر فعال ولديه الوقت والحماس الشديد في المراسلة في كل حدب وصوب وعلى كافةالصعد وعلى كل المستويات . ثالثاً : موقعكم موضوعي وصادق وهادف ومتزن لهذا فإن التجوال فيه متعة الباحث عن الحقيقة وفائدة الدارس ورافد قوي لحجة كل محاور متحمس لقضيته ، ومرشد امين للمرجعيات التي وثقت القضية الفلسطية بكل تشعباتها السياسية والإنسانية والإجتماعية والتراثية والتاريخية والجغرافية والثقافية وعلى كل محور وعلى كل مستوى وأخيرا تقبلوا تحياتي الحارة وصادق أمنياتي لكم بالتوفيق والنجاح أخوكم صادق ابو سفط ـ مقيم في جدة الأصل ( ديرشرف ـ فلسطين ) |
||
حملت القلم لكي اكتب عن هموم فلسطين بفيكا القلم قبل ان تبكي عيوني وشكرا وانا بهدي تحيلتي الى عمي في الاردن وابن خالي فارس مشهور العموري وشكرا
|
||
تحيا الى كال فلسطيني والى كال من يشارك انا بحب فلسطين وبحب عورتا وانا بعزي كال شعب غزه
|
||
انا كتير بحب بلدي فلسطين ونفسي اشوفها
|
||
انابشكركم كتير على المعلومات عن فلسطين بلدي
|
||
فلسطين سوف تبفي لنا مهمايصير فلسطين حرة قوية
|
||
انه عباده من قرية عناتا اشكركم على هاذا الموقع الرأع واطلب منكم وضع صوره للقمر الصناعي حديث لئن الموجود قديم وشكراً
|
||
شكراً على هذا الموقع وعلى المشاركات الجميله ونرجو المزيد من المعلومات والتقدم والنجاح
|
||
اشكركم على هذا الموقع الجميل وانشلله زوال الاحتلال عن جميع فلسطين
ربا\بنت كفرنعمة |
||
كتاب عرب - مصطفى سكر
برتقالة من يافا ... أحن إلى خبز أمي .. وقهوة أمي ولمسة أمي .. وتكبر فيّ الطفولة يوما على صدر أمي وأعشق عمري لأني أخجل إذا مت .. من حزن أمي ومن دمع أمي ! .. ( من قصيدة إلى أميّ ـ للشاعر الفلسطيني ـ محمود درويش ) نشرت بعض المواقع الإلكترونية الفلسطينية ، وأكدته صحيفة معاريف الإسرائيلية أمس 22/12/2..6م ، خبر وفاة الدكتورة سلمى عبد الحليم الكوردي ، الناشطة الحقوقية المعروفة في حقوق الإنسان ، وصاحبة ومديرة مكتب الكوردي الحقوقي بمدينة يافا ، وقد صلىّ على جثمانها بعد صلاة ظهرأمس ، لفيف من الوجهاء والمشايخ ، وجمع غفير من المصلين ، بجامع حسن بك بيافا ! وكانت الدكتورة الكوردي قد أصيبت بداء الكبد الوبائي ، من الفئة (C) ، ولم تفلح العلاجات التي أخذتها في الإبقاء على حياتها ! .. والكوردي حاصلة على الدكتوراة في القانون من جامعة لندن يونيفرسال كولدج ، وكانت متزوجة من شاب أرجنتيني من أصل عربي توفى في حادث طائرة في أوروبا ، وأنجبت منه إبنها الوحيد زكريا ! .. أنا / زكريا .. أو .. زكرياس راؤول إبرام خوسو ، إبن الكتورة المتوفاة .. اليوم سلمتني إبنة خالتي رباب ، بعد أسبوع من الوفاة ، دفتر مذكرات أمي قائلة بحزم : " فصلت لك الصفحات التي تحمل أجوبة الأسئلة التي طرحتها علىّ ! بقصاصات صفراء لاصقة Post it)) ، ولي عندك رجائين إثنين ، أولهما أن تقرأ فقط الصفحات المعلّمة ، وتترك الصفحات الأخرى ، لأنها تحوي حوادث شخصية تخص أمك وحدها ، لا داعي لفضها الآن على الأقل ! ثانيهما ألا تشغل نفسك الآن بغير دراستك الجامعية ، فلم يبق لك غير عام واحد ، تحصل بعده على الشهادة ، وبعدها يحلها ألف حلاّل ، إتفقنا يا(زاك) ؟ قلت لها إحتراما : " إتفقنا " ـ فهى تكبرني بأربعة عشر عاما ، وكانت تعمل مساعدة لأمي في مكتبها القانوني ، وأصبحت بعد وفاة أمي ، السيدة الأولى ! .. *** الفاصل الأصفر الأول : الثلاثاء 14/7/1987م. قبل أن تصل الطائرة إلى نهاية المدرج .. كانت قد ركبت الهواء .. وأخذت تنطلق مثل السهم المارق إلى عنان السماء .. كانت أنوارها الداخلية باهتة .. أصوات ركابها المشدودين بأحزمتهم إلى الكراسي .. هامسة وخافتة .. لا يقطع السكون الحذر في داخلها إلا صرخة طفل .. أوطرقعة أصبع المضيفة الجالسة .. لتنبه ذوي طفلة شاردة ! بعد أن صعدت الطائرة إلى الإرتفاع المطلوب .. وبدأت تميل إلى الوضع الأفقي .. إنهمر سيل الهواء البارد الذي كان ضنينا .. ولعلعت الأضواء التي كانت شاحبة .. وقامت المضيفات من مجلسهن يهرولن .. أطفئت إشارات ربط الأحزمة .. علت الأصوات والكلمات والصيحات والضحكات .. بعد أن زال القماط الضاغط الذي كان يجعل الكل مشدودا ! .. - Miss.. Miss can I change my seat now? " ـ هذا ماقالته بإلحاح البنت التي تجلس جواري ، بعد أن جذبت يد المضيفة المتعجلة ! .. قالت المضيفة وهى تضحك : " O yeh .. Give me a second .. " ـ ثم إنطلقت في إتجاه المقعد الآخر ! من قبل أن تقلع الطائرة والبنت تلح عليها .. في تبديل مكانها مع شخص آخر .. هذا الآخر يجلس بجانب رفيقها في مقعد أمامنا .. في الصف الآخر من الردهة ! .. لا أعرف مالذي حدث عند ترتيب المقاعد في (الكاونترات) ؟ ولماذا وضعوها بجواري ؟ فأصبحنا في هذا المقعد فتاتين .. وفي المقعد الآخر شابين ! .. إنه فصل تعسفيّ بين الجنسين لم نتعود عليه .. وكأننا في أحد دول الشرق الأوسط المحيطة بدولتنا ؟! .. إنحنت المضيفة عليهما وأخذت تهمس وتشير بيدها نحونا .. لوى أحد الشابين عنقه نحونا .. ثم هز رأسه وغمغم لها ببعض الكلمات .. أتت المضيفة مسرعة إلينا ، كنحلة تنتقل من وردة لأخرى .. دون كلل لتؤدي وظيفتها ! .. هذه المرة كلمتني أنا : " Do you mind if the young man comes and sits next to you ?" بادلت إبتسامتها بإبتسامة أجمل من إبتسامتها وقلت : " I have no objection at all ! " .. فماذا يعنيني أنا إن كان من يجلس جواري .. شاب أو فتاة .. هذه أشياء عادية دائما ما تحدث في الطائرات .. تعودت عليها من كثرة أسفاري .. وتعودت كذلك على ألا يشغلني أحد عن قراءاتي أو عن أفكاري ! .. كان نظري متجها إلى النافذة القريبة مني .. حين قدم الشاب وأخذ يحوم حول المقعد .. في إلتفاتة سريعة وجدته شابا أنيقا .. يلبس بذلة رمادية وربطة عنق بخطوط مائلة من نفس اللون .. كم أعشق اللون الرمادي على الرجال .. إنه يعطيهم وقارا ووجاهة وجاذبية .. أظنهم يعرفون ذلك ؟ .. - " اللون الرمادي لا يختاره إلا رجال الأعمال ! " - هذا ما قالته لي صاحبتي كارين المشرفة على قسم الملابس ب (ديزنجوف مول) بتل أبيب ! سحب الشاب المنضدة التي كانت مطوية .. في ظهر الكرسي المقابل أمامه .. وضع فوقها علبة ملفوفة بعناية .. إعتقدت أنها هدية نفيسة إشتراها من تل أبيب .. ليهادي بها أحد معارفه .. أطرقت إلى النافذة ، أقول في نفسي : " لماذا لم يضعها في حقائبه ، أوفي حقيبة يده التي دسها بالدرج العلوي ؟! .. أتأمل نتف السحب الرمادية المنتشرة على غلالة السماء .. ثم أهوي بنظري بين الفينة والأخرى إلى حصيرة الماء الداكنة البعيدة للبحر المتوسط .. رأيت باخرة تلمع وهى تشق حصيرة الماء في هدوء .. خلفها شريط أبيض طويل من الماء ناتج من إختراقها للجته .. الباخرة من علوّنا في حجم ظفر الأصبع .. ترى كم عليها من بشر ؟ .. وكم من أطنان البضائع ؟ .. وهل ضمن بضائعها برتقال مدينتي ؟! .. حين ركبت طائرة (العال) من مطار بن جوريون .. بتل أبيب ! كنت قبلها وأثنائها مشغولة بهذه الرحلة .. أكثر من أى رحلة أخرى قمت بها .. فهذه أول مرة أذهب في رحلة تستغرقني عامين .. أقضيهما في بريطانيا .. سفرة دراسية للحصول على شهادة الدكتوراة ! .. كنت قد حصلت على شهادتي الجامعية الأولى .. من جامعة (بارإيلان) الموجودة ببلدة (رمات غان) قرب تل أبيب .. ثم إنتقلت إلى جامعة تل أبيب وحصلت على الماجستير .. عينت بعدها معيدة بقسم الجغرافيا .. إلى أن رشحني الدكتور رومان رئيس القسم .. لبعثة الدكتوراة في بريطانيا ! .. إمتننت لصنيعه فشددت على يده فرحة وهو يبشرني .. قائله في عرفان : " أعرف أني عاجزة عن رد جميلك ، لكني لن أنسي صنيعك ! ".. أجاب الدكتور بتواضع جم ، بمقولة لخليل جبران : " " There are those who give with joy, and that joy is there reward ! " .. ـ " البعض يعطي بإبتهاج ، وذاك الإبتهاج هو جائزته ! " .. كانت نتف السحاب الرمادية قريبة إلى حد ما تحتنا .. لكنها الآن تباعدت وتفرقت وبعدت .. ذكرتني ببلداتنا وقرانا العربية في إسرائيل ! .. كانت هذه البلدات والقرى ترصع أرضنا الطاهرة ، مثلما ترصع نتفات السحب الآن هذه السماء المباركة ! .. كانت الأرض تتسع لكل البشر من كل لون وجنس .. بخور بركات أرض الأديان السماوية .. كانت تجمع الكل في حب وسلام ووئام ! .. لكن الحروب الكونية والأطماع الكولونية والمؤامرات الصهيونية ، غيرت كل شيئ ! .. أبتليت أرضنا ببلية إسمها (الإنتداب) .. فزرع في تربتنا الطيبة .. عقيدة بغيضة سمم بها سلامنا .. عقيدتة هذه هى (فرق تسد) بين الأقوام المسالمة ! .. إضمحل السلام وإختفى الوئام .. بعد أن تشكلت عصابات إجرامية .. قامت بمذابح عنصرية .. بأغراض توسعية .. وأصبح القتل على الهوية .. هو شريعة الغاب الجديدة لهذه الأقوام التي كانت تعيش في سلام ووئام ! .. كثيرا ما ساءلت نفسي : " لماذا تشعر بعض الأقوام بالتميز على الآخرين ؟ .. ومن ذا الذي يغذي هذه الشعوب بهذه النعرة القبيحة ؟! " .. هذا أبيض وهذا أصفر وهذا أسود .. فإن كانوا من لون واحد .. فهذا شيوعي وهذا رأسمالي ! .. فإن كانوا من عقيدة واحدة .. فهذا مسلم وهذا مسيحي وهذا يهودي .. فإن كانوا من دين واحد ! .. فهذا سني وهذا شيعي وهذا درزي .. وإن كانوا من مذهب واحد .. فهذا فهذا سيد وهذا شريف وهذا عوام ! .. عالم غارق في التفرقة العنصرية إلى أذنيه .. والمضحك المبكي .. أنه يحاربها ويغذيها في نفس الوقت ! .. الله وضع لجميع الأديان ، خريطة طريق واحدة .. إن تمسكوا بها لن يضيعوا أبدا ! .. وهى مذكورة بصيغ مختلفة مفادها : " إنا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا " ، وليس لتتمايزوا أو لتتباغضوا أولتتقاتلوا ! .. الحروب تخلف وراءها كوارث إنسانية .. كما حدث للعنصر اليهودي .. في الحرب الكونية الثانية على يد الزعيم النازي هتلر ! .. وكما حدث لشعبنا في نكبة 48 م على يد ذات العنصر ! .. حاول الأوربيون أن يتطهروا من خزاياهم .. فمكنوا اليهود تحت إنتدابهم من أرضنا .. بهكذا شرع اليهود التسلل في هجرات كبيرة .. إلى أرضنا .. أرض ( الميعاد) كما يزعمون ! .. مع حملة الناصر صلاح الدين الأيوبي .. جاء جندي .. جندي من كوردستان .. جاء مع جنود الناصر لتحرير الأرض المقدسة .. من الغزو الأوروبي الذي يحمل لواء الحرب الصليبية ! .. رسمة هذا الجندي الذي صار عميدا لأسرتنا .. مازالت معلقة على جدار بيتنا العتيق .. بقرية بيت دجن (دجانا) .. التي تبعد عن يافا بتسعة كيلومترات ! .. بالسروال الكوردي ذو الحجر المدلّى .. والحزام العريض .. والقميص الخشن ، وصديريته المطرزة .. وأحزمة نطاق أسلحته المتقاطعة .. وعمامته المشدودة على رأسه .. وشاربه الكثيف الذي يغطي بسمه زهو .. وثقة وإفتخار عفيف .. توارثتها عنه أجياله .. وما زالت تذكرنا بماضي تليد إشتهر به الأيوبيين .. وملامحها ظاهرة حتى الآن على جنود البشمركة من البرازانيين ! .. هذا الجندي الفلاح الخشن القادم من أعالي جبال كوردستان .. تزوج بفلاحة رطبة لينة يافاوية من فلسطين .. جذورها راسخة في أديم أرضها .. وفروعها باسقة ومشرعة في السماء الصافية ! .. أنجبت الزيجة كمّا من البنين والبنات .. وبمرور الزمن صارت عائلة الكوردي .. عائلة كبيرة منتشرة في أرياف يافا ! .. أنا كدارسة متخصصة في الجغرافيا .. وملمة بالتاريخ .. وأعرف القانون .. ملمة بكل جغرافية بلدي .. وبالأخص مدينتنا الحبيبة يافا .. وما يحيط بها ! .. يافا من أقدم المدن التي عرفت في فلسطين .. فهى تقبع في منتصف الساحل الغربي .. المطل على البحر المتوسط .. وتشتهر بمينائها البحري الذي يعتبر من أهم الموانئ .. في تصدير أو إستيراد البضائع .. أو في إستقبال أو توديع المسافرين ! .. وتشتهر يافا أيضا بحمضياتها .. فأرضها الخصبة وبياراتها السخية .. جعلت لبرتقالها شهرة عالمية طارت شرقا وغربا .. وأؤكد أنه لا مثيل له على وجه البسيطة .. لا في الشكل ولا في الرائحة ولا في اللون ولا في الطعم ! .. يسألني طلبتي أحيانا عن مدينتي يافا .. لماذا لا تتطور .. لا تتقدم .. لا تتعصرن .. مثل تل أبيب ؟! .. أقول بقهر إنها الأم ! .. تنجب الأم من رحمها الأولاد .. ترعاهم وتربيهم .. تنسى نفسها فتهرم وتتأخرعنهم .. يتقدم أولادها عنها .. يجافونها ثم ينسونها .. لكنها تظل تذكرهم مع كل دمعة عين تسقط من مآقيها ! .. حين أنظر إلى صورة حفيده .. عيسى الكوردي .. الذي هو جدي .. أرى على إلتماع عينيه تضاريس يافا كلها بأحيائها وقراها ونجوعها .. أى أقرأ التاريخ ! .. كانت يافا مأوى وحضن حنان لكل أبنائها .. من العرب المسلمين والمسيحيين ومن اليهود .. لكن تغيّرا (ديموغرافيا) حصل في سنوات قليلة معينة ، في قيلولة من جفن الزمان ! .. حتى عام 1886م لم يكن في يافا .. غير عدد قليل من اليهود .. لم يكن يشعر بهم أحد .. لأنهم كانوا يعيشون متفرقين في أحياء متباعدة ! .. لكن في وقت من الأوقات .. بتخطيط أو بدون تخطيط ! .. وجدوا أن من مصلحتهم أن يتقاربوا .. فأخذوا ينتقلون تباعا إلى مبان متجاورة ومتلاصقة ! .. بعد أربعة عشر عاما فقط وبحلول 19..م .. أصبحوا يعيشون في حيّين متجاورين .. هما حىّ الصداقة (نيفي صادق) وحىّ السلام (نيفي شالوم) ! .. في 1909م قامت ستون عائلة منهم .. بشراء قطعة أرض (13. دونما) .. بقرض ميسر من بيت المال اليهودي .. الأرض تقع غرب الطريق إلى نابلس .. وتبعد نصف ميل فقط عن الحد الأقصى ليافا ! .. ثم بنوا عليها إثنان وستون منزلا ! .. الأرض كانت فوق تلة تعلو مستوى يافا .. ورياح البحر التي كانت تهب .. تهب أولا على بساتين يافا ثم تصعد إليها .. حاملة أريج أزهارها ورائحة برتقالها .. فلهذا سموا منطقتهم (تل الربيع) .. أى تل أبيب بالعبري ! .. ولم يبلغ عدد المنازل التي أنشأت .. في السنوات الخمس (حسب إحصائية معتمدة) سبقت الحرب الكونية الأولى .. أكثر من مئة وخمسين منزلا .. لأن الحكم العثماني وقتها لم يكن يشجع على التوسع اليهودي ! .. لكن ما كادت الحرب تضع أوزارها .. والعلم البريطاني يرفرف فوق فلسطين .. حتى راحت تل أبيب تطالب بالإنفصال عن يافا .. فإنفصلت في 1922 ! .. وراحت بعد ذلك تنمو وتتسع بسرعة .. إلى أن وصل عدد سكانها في 1947 .. عند صدور قرار التقسيم .. إلى مائتيّ ألف نسمة ! .. وكانت تحدث كثيرا من المناوشات والمجازر ، بين عنصر يهوديّ يريد أن يتمدد .. وعنصرا عربيّا يقاوم هذا التمدد .. وبمرور الوقت أخذت موازين القوى تتغير .. اليهود يساعدهم العالم فيزدادون عددا وعدة .. والعرب ؟! .. .. - " مدام ، بلابلابلا .. ! " ـ ( كلمات بالإيطالية أو التشيكية) أطلقها جاري .. فهمت من إشاراته أنه يريد الذهاب إلى الحمام .. ويرجوني مراقبة صندوق الهدية ! .. قلت له مبتسمة والدهش يرفع حاجبى : " أوكي ! " .. عجيب أمر هذا الشاب الحليو .. يظهر أنه من يهود أوروبا الشرقية .. من بولندا أو تشيكيا .. لأنهم مشهورين بالأناقة والدماثة وغرابة الأطوار ! .. ترى ما الموجود بهذه العلبة .. التي يوليها عناية قصوى .. أهى قنينة عطر غالية .. أم نجمة داوود قيمة .. أم تحفة سيراميك فنية رائعة ..أو شمعدان يهودي متسع .. أم .. ياللهول قد تكون قنبلة جاهزة للتفجير.. وضعها وإنصرف و ستنفجر وتقضي علينا في الجو ! .. إنحنيت برأسي نحو العلبة حبا للإستطلاع .. قلت لو سمعت أى تكتكات لساعة تفجيرها .. سأصرخ بعلو صوتي على من في الطائرة .. حتى ينتبه رجال الأمن ويحضروا ويخلصونا منها ! .. طرطقت أذناي وأرهفت سمعي ، لكني لم أسمع آية تكتكة ! .. إعتدلت بسرعة حين سمعته يقول مبتسما : "Muchas gracias " . أجبت بالإنجليزية : " ? You welcome .. Are you Italian " . فأجاب : " " Sorry, I am not, I am Argentinean, and our language Spanish, as you know !" . وعلى هذا إشتبكنا في حوار بالإنجليزية .. لأنه لا يعرف العربية .. وأنا لا أعرف الأسبانية - " أنت من إسرائيل ، أم كنت في زيارة إليها ؟ .. - " بل كنت في زيارة وبالذات لمدينة يافا ! ".. مندهشة : " يافا ؟! لماذا يافا ؟ ".. ببساطة : " لأن عائلتنا في الأصل من يافا ! ".. بفرح : " نحن أيضا من يافا .. يالها من صدفة عجيبة ! ".. مندهشا : " أحقا ما تقولين ؟! حسنا .. هذه أول زيارة لي لدولة إسرائيل .. ولمدينة يافا .. فإني ولدت بدولة الأرجنتين ! ".. سالته بشوق : " وهل والداك اللذان هاجرا مازالا يذكران يافا ؟ " .. بأسف : " والدي توفي منذ سنين .. لكن والدتي مازالت حية .. كبرت ومرضت وتغيرت كثيرا .. صارت تذكر وطنها في كل وقت .. وأخيرا طلبت مني بإلحاح .. أن آتي لها ببرتقالة طازجة من مزارع يافا .. حاولت أن أثنيها وأقنعها بأن البرتقال متوفر بأسواقنا .. لكنها رجتني على وجه الخصوص .. بتحقيق رغبتها .. والإتيان بالبرتقالة التي تريدها قبل أن تموت .. ولما كنت ولد أمي .. وحب أمي .. وعشق أمي .. وفخر أمي .. وسر أمي .. وحضن أمي .. فقد أحببتها من كل قلبي ! .. وصارت عندي أغلى من الدنيا .. بل هى الدنيا .. إذا غضبت لشيئ غضبت .. وإذا مرضت شقيت .. وإذا ضاقت بها الدنيا ، لإسعداها سعيت ! .. أمي هى كل حبي .. أجيئ إليها متعبا فتأخذني في حضنها .. حضنها ينسيني تعبي ! .. إن أردت الحديث والفضفضة .. أذناها وعاءا عميقا لهمومي .. ولسانها لا يتوقف عن نصحي .. ولا بالدعاء الحارمن الله بنجاحي وتوفيقي ! .. تفعل كل شيئ لإسعادي .. دون أن تنتظر مني رد .. وتسهر على راحتي بكل ود ! .. وأشياء أخرى كثيرة .. لهذا فأنا دائما أحن إلى صدر أمي .. وإلى حضن أمي .. وإلى رائحة أمي .. وإلى نظرة من عين أمي الحنونة ! .. ولهذا حين طلبت .. لم أفكر .. لم أمحص .. لم أدقق .. بل تركت كل أعمالي وحضرت خصيصا لتحقيق رغبة أمي ! ".. أخذني العجب من هذا التعلق الشديد .. فقلت متعاطفة معه ... - " كلامك عن أمك بهذه الطريقة الفريدة .. ذكرني ب محمود درويش ! " .. - " ومن هو محمود درويش ؟ " .. - " شاعر فلسطيني مشهور عندنا .. من قرية البروه .. كتب قصيدة تتطابق مع نفس أحاسيسك الجياشة تجاه أمك ! " .. - " إسرديها علىّ إن كنتي متذكراها ؟ " .. - " طبعا متذكراها .. يقول ولهانا مثلك بأمه .. والأم هنا ممكن أن تكون أما حقيقية .. أو أما مرمزة .. أى بلدته .. أو حتى فلسطين كلها .. يقول : " أحن إلى خبز أمي .. وقهوة أمي .. ولمسة أمي ! .. وتكبر فىّ الطفولة يوما ..على صدرأمي .. وأعشق عمري ! .. لأني أخجل إذا مت .. من حزن أمي .. ومن دمع أمي ! " .. قبل أن أنتهي لا حظت تغيرا حدث على قسمات وجهه .. وإلتماع دمع بدأ يترقرق في عينيه .. فقررت أن أبعده بسرعة عن حنينه لأمه .. - " وهل أحضرت لها ما طلبته ؟ ".. بجدية واضحة : " طبعا .. برتقالة الوالدة التي طلبتها محفوظة بعناية فائقة في هذه العلبة التي ترينها ! ".. زر علىّ الضحك فكركرت بصوت مسموع لدرجة التدمع .. وخجلا منه إستدرت بسرعة نحو النافذة .. حتى أداري رد فعلي القبيح .. ولا يظن أني بما فعله هازئة ! .. لما توقفت الطائرة في مطار هيثرو .. أسرع جاري بالقول : " أتمنى أن تقبلي مني دعوة عشاء ، قبل أن أسافر راجعا إلى بلدي " .. فكرت قليلا ثم أجبته : " لا بأس " .. وهكذا أعطيته رقم تلفون صاحبتي (منى) ، التي سأنزل ضيفة عليها .. منى صحافية عربية معروفة .. فلسطينية .. تعمل في الصحافة العربية المهاجرة .. ولا أرتاح إلا عندها حين أكون في لندن .. فعلا إتصل بي (راؤول) وقال أنه سيمرني في السابعة مساءا .. حضر بسيارة ألمانية مستأجرة ، وذهبنا إلى مطعم (مامونيا) .. حين جلسنا وأثناء تناولنا لبعض العصائر ، بادرته باسمة : " تصور ياراؤول أني لا أعرف إلا إسمك الأول ؟! " وأنا أيضا لا أعرف من إسمك إلا سلمى ؟ " .. أردفت بسرعة : " سلمى الكوردي " .. - " راؤول خوسو " .. ذهبت ببصري أتجول في جنبات رستوران مامونيا .. أعمدته المخملية وحشاياه الحريرية .. وديكوراته البهية ، التي ترحل بك إلى الأجواء العربية المغاربية .. شموع .. بخور .. أضواء ناعمة .. موسيقي مكسيكية حالمة .. وأجواء مغرقة في الرومانسية .. سألته على سبيل التفكه : " أين تركت البرتقالة ؟ " .. - " في البراد " .. بدون تمهيد .. بحت له بما هداه تفكيري : " إسمع ياراؤول .. يخيل إلىّ أو يتهيأ لي .. أن والدتك المريضة .. حين طلبت منك بإصرار .. أن تجلب لها برتقالة من يافا .. لم تكن تعني الشيئ ماديا .. لكنها كانت تترمز ؟ " .. مندهشا : " تترمز على ماذا ؟ " .. - " قبل أن أوضح .. أرجوأن تساعدني .. وتصارحني ببعض الأمور .. التي توضح لي غموض الرمز في ذهني ؟ " .. - " بكل ترحيب " .. - " فلنبدأ من البداية .. من أين أنتم من يافا ؟ " .. أنزل راؤول كأس العصير من يده .. ثم مرر يده على شعره القصير عدة مرات .. ثم قال على مهل : " نحن من ناحية (كرم صوان) في طرف يافا .. ووالدي هو إبراهيم حوسو الذي كان مسؤولا عن الدفاع الشعبي في الكرم .. وأمي ..هى ناريمان خورشيد .. البنت الوحيدة التي كانت تدافع معهم عن يافا ! .. لكن حين صارت الغلبة لليهود في عام 1948.. تزوجا وهربا بجلدهما من ملاحقة العصابات اليهودية .. التي عزمت على قتلهما ! " .. - " ثم ماذا ؟ " ـ سألت لأستحثه بعد أن توقف .. - " سافرا إلى أمريكا .. لكن السلطات إوقفتهما في المطار ولم تسمح لهما بالدخول .. فأكملا إلى الأرجنتين .. رغم جهلهما باللغة الأسبانية .. وإستقرا في بوينس أيرس .. جاهدا طويلا في الرزق وفي تعلم اللغة .. تعرف أبي على شخص مهاجر من مصر كان يبيع القهوة والشاى بالشارع .. دلّه الشخص على عنوان الكافتيريا التي كانت تقع في بلازا دي ماجو بوسط البلد .. ومن يومها كان يذهب صباحا ليتسلم (طورمسات) القهوة والشاي والشوكلاتة ثم يبدأ دورتة بالشوارع .. ينادي على بضاعته على أبواب المحلات .. وعلى عمال البناء .. كانت الدورة تجعله سائرا على قدميه طول اليوم .. قال لنا أنه إتخذ طريقا يوميا يبدأ من الكنجرسو ناسونال إلى شارع بلجرانو إلى شارع بويدو إلى باتريكيوس إلى سان كريستوبال إلى سان تيلمو إلى 25 دي ماجو إلى مونتسيرات .. هذه الأسماء الغريبة يصعب تقدير طولها بالضبط بمجرد السمع .. لكني حين كبرت قطعتها بالسيارة في عدة ساعات ! .. بعد هذه الدورة في الشوارع يعود مورم الرجلين .. فتقوم أمي بتدليك رجليه .. رغم كونها هى الأخرى ترجع منهكة من خدمتها في بيوت الغير بالأجر ! .. لكن .. ومن سخرية القدر .. إنه وبتوصية من تاجر يهودي غير صهيوني شرب قهوة من يديه .. إلتحق بعمل في مصنعا للنسيج .. يملكه عربيّ من الشام .. كان قد رفض سابقا حتى مقابلته ! .. بعد سنوات قليلة طرده من العمل .. فقرر أن يبدأ عملا منفصلا .. والمدهش أيضا .. أن ذات الشخص اليهوديّ ساعده مرة أخرى بإعطاءه محلا خربا في منطقة تسمى (بوكا) .. أمام محطة قطارات شحن (لابومبونيرا) .. بدأ أبي العمل بنول صغير للنسيج كان مستعملا .. وبإجتهاده وبتشجيع صديقه اليهودي العم سمعان .. كبر العمل .. وأصبح مصنع لابومبونيرا للنسيج في سنوات من أكبر المصانع في بوينس أيرس ! .. أمي وأنا وأخي كنا نعمل معه أثناء دراستنا .. فلما تخرجت أنا من الجامعة تفرغت للعمل في المصنع .. ثم لحقني أخي (إزاك) بعد عدة سنوات .. وما زلنا ندير العمل سويا .. بعد وفاة والدنا وتقاعد أمي لمرضها ! .. - " أنتم الآن ميسورين .. أليس كذلك ؟ " .. - " بالتأكيد " .. - " وأين تسكنون ؟ " .. - " بيت العائلة في حى سان تلمو القريب من بوكا .. وعندنا بيتا صيفيا في أجمل شواطئ الأرجنتين .. في (ماردل بلاتا) أى شاطئ الفضة .. وأمام البيت يقف على المرسى زورقنا الكبير الذي سماه والدي يافا ! .. - " سؤال آخر .. أمتزوج أنت ؟ " .. - " لا " .. - " بصراحة أكثر .. هل لك علاقات نسائية ؟ " .. نظر إلى نظرات ساحرة .. ومالت شفتاه ببسمة ماكرة .. - " الشغل الشاغل للرجال في الأرجنتين .. مركز على أربعة أشياء .. الكره والشواء والشرب والنساء ! " .. عجبتني صراحته وسرتني جراءته .. فقلت له بنفس الجراءة ونفس الصراحة .. - " الآن يمكنني أن أجيب على تساؤلك .. عن معنى الترمز .. أعتقد جازمة أن أمك العجوز المريضة .. أحست بدنو أجلها .. فجرفها الحنين إلى مسقط رأسها .. ولما كان من المستحيل عليها أن تعود .. فقد طلبت أن تذهب أنت إليها وتأتي لها (ببرتقالة) .. برتقالة من وطنها ياحضرة الذكيّ ! " .. - " عجيب .. لقد فعلت هذا حقا ! " .. - " أخطأت " .. " أخطأت ؟ .. كيف أخطأت ؟! " .. - " أنظر عميقا في عيني .. ركز كل طاقتك على وجهي .. وحين أرفع أصبعي .. إسألني بسرعة خاطفة .. من أنتي ؟ " .. بعد مدة رفعت أصبعي .. - " من أنتي ؟! " .. - " أنا برتقالة يافاوية ! " .. علق ضاحكا وهو يصفع جبهته بيده : " Estoy perdido ! " .. - " بالإنجليزية ياراؤول لأفهمك ؟ " .. - " I'm lost ! " ـ أنا ضعت .. *** الفاصل الأصفر الثاني : الإثنين 21/12/1987م . يعتبر هذا اليوم في الغرب .. هو يوم التغيّر الشتوي .. أى دخول الشتاء رسميا .. كنت قد إنتظمت في الدراسة من نهاية يوليو .. سكنت في مبنى الكلية .. لندن يونيقرسال كولدج .. الواقعة في قلب لندن .. طريق توتنهام كورت .. كنت ضمن كثير من الطلبة المغتربين .. الكلية تعطي كم من التسهيلات لطلبتها .. مكتبات .. حاسبات .. معامل .. محاضرات .. أطقم أكاديمية مؤهلة تذلل كل صعوباتنا .. بدأت دراسة القانون تحت إشراف الدكتور باوسي .. في هذا اليوم .. الذي هو بمثابة الإنقلاب الشتوي .. برد ورعد ومطر وغيم .. زاد على ذلك رنين متواصل للتلفون .. راؤول مرة أخرى .. يرجوني اللقاء لأمر هام ! .. وأنا في هذه المعمعة .. حاولت التنصل منه لكثرة مشغولياتي .. لكن رجاءاته الملحاحة المستمرة أرغمتني على تحديد موعد للقائه ! .. حين قابلته بادرته متوجعة " لقد شنيت على حربا بلا هوادة ! " .. قال ضاحكا " هذا هو أنا .. راؤول .. أنا آسف .. لم أقل لكي سابقا أن راؤول يعني المحارب ! " .. في هذه الليلة تحاكينا كثيرا فتقاربنا .. حكيت له قصة جدي عيسى .. وكيف كان سيدمر تل أبيب في 48م .. إذ إبتكر خطة لتفخيخ البلدة من مصارف مجاريها الواسعة التي تصب في البحر عند حى المنشية ..ولولا جواسيسهم لنجحت الخطة .. لأنهم أسرعوا بإغلاقها بالحديد والأسمنت ! .. ثم مشاركته بعد ذلك للكتان وأخويه .. في صنع ألغام صاروخية من أنابيب البوتاجاز .. وبها دمروا بعض قطاعات من تل أبيب ! .. لكن الإنجليز بإيعاز من اليهود .. تمكنوا من صيد هذا المدفع البدائي .. وإستطاعت عصابة الأرغون بقيادة مناحم بيجين .. من صيد المخترعين وإغتالتهم ! .. كان يسمع بإهتمام ويشير بيده رغبة في مزيد من الكلام .. فحكيت قصة أبي عبد الحليم .. وكيف شارك وهو في العاشرة من عمره .. في تدمير مقر قيادة الهاغانا في بيت يام .. وعرف أن رجالنا كلهم إستشهدوا .. ولم يبق غير أخي أحمد .. الذي هاجر إلى إستراليا وإستقر هناك .. وأن إرتباطي الكبير هو بأسرة أختي الكبيرة عنايات .. وأنهم أقرب الناس إلى وأشدهم إرتباطا ! .. أخبرني فرحا بصدق نبوءتي .. وبخيبة أمله .. قال ضاحكا " قدمت لها البرتقالة اليافاوية .. فغضبت وألقتها على الأرض ! " .. ساعتها تذكرتك وعرفت أني كنت مخطئا .. وأن حدسك هو الذي كان مضبوطا .. فقد كانت فعلا تترمز ! .. أمي تريدني الإرتباط بفتاة يافاوية من بني جلدتها .. تحمل تراثها وطبائعها .. لكن لغبائي .. أحضرت لها الرمز .. برتقالة حقيقة ملفوفة بعناية في علبة فاخرة ! .. في هذه الليلة .. بعد أن حكينا .. وأكلنا .. وشربنا .. ورقصنا .. فاجأني بطلب يدي للزواج ! .. - الزواج ؟! .. - نعم الزواج .. - أنت مجنون ! .. - أنا محارب .. - سأقاوم .. - لن يتوقف هجومي .. أخرجت مفاتيح قلعتي الحامية .. من حافظة قلبي .. وقلت له خذ .. إفتح أبوابها الحامية .. وتفضل بالدخول ستجدها خاوية ! .. وتزوجته ! .. تزوجت من أنهكته ظروف السفر .. من أتعبته الغيوم والرياح والمطر .. ومن قطع الفيافي يعاني ، الخطر .. قال مدي يديكي .. فمددتها حيث أمر ! .. سافرنا سويا في عطلة أعياد الميلاد .. وفي بوينس أيرس .. تعرفت على عمتي(حماتي) ناريمان .. إمرأة مريضة بيضاء مليحة لكنها صلبة .. مازالت تتكلم العربية .. تعيش مع أغاني أم كلثوم وفيروز وأسمهان وعبد الوهاب وفريد الأطرش .. وحكاوي الماضي .. كلماتها عشق وهيام لفلسطين وليافا . وأحلامها كلها تحمل ذكريات نشأتها وشبابها على ثرى تراب وطنها ! .. أما أخاه الأصغر إيزاك ( إسحاق) فهو أرجنتينيّ الشكل والعيشة والهوى .. مع بداية يناير 88م .. رجعت ثانية إلى لندن لتكملة دراستي .. كان راؤول يزورني .. كل شهرين ثلاثة .. خبر يجنن " أنا حامل " ! .. عرفت حماتي فأصبحت تتصل علىّ بإستمرار .. ستزيد من جنّونتي .. تطلب مني الحضور والإقامة عندها .. أردد نفس الجواب .. بعد الإنتهاء من رسالة الدكتوراة يا ماما ! .. لكنها تنسى إجاباتي ! .. في أغسطس 88م .. كنت في الشهر السادس من حملي .. إنتفخت بطني .. زاد وزني .. بطؤت حركتي .. الجميع هنا يساعدني .. الدكتور باوسي المشرف على الرسالة .. الإدارية إيفا ليشينسكا .. الكاتبة فيوليتا .. وحتى عميد الكلية الدكتور بنفيلد ! .. أليس هذا هو ما يجب أن يكون عليه الإنسان ؟ في كل مكان ! .. يمد يده بالمساعدة لأى كائن كان .. يعطف ويرأف ويقدم للمحتاج أكف الحنان .. لكن لو فعل .. فأين يذهب الشيطان ؟! .. كانت الكتب والمراجع والدوريات .. تأتيني من مكتبة الجامعة .. أو من المكتبات المحيطة بنا .. مثل المكتبة البريطانية أو الهولبورن .. أما بالنسبة لحملي .. فقد تحدد النصف من نوفمبر موعدا تقريبيا لولادتي بواسطة الأطباء في مستشفى النساء بمنطقة سوهو القريبة ! .. وتحدد أيضا نوع الجنين بالسونار .. (ذكر) .. أسمته حماتي وزوجي .. إسما مختلطا أسبانيا وعربيا .. زكرياس .. بالعربي زكريا .. " ذكر رحمة ربك عبده زكريا " ! .. *** الفاصل الأصفر الثالث : الجمعة 2/12/1988م . - ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .. ( صفحات هذا التاريخ تركتها فارغة ..لكني عبأتها بعد مرور عشرة سنوات .. فور أن إنجلت الحقيقة التي كانت خافية عن الجميع ) ! .. بعد أن إنتهت صلاة العشاء في مسجد القذافي .. في العاصمة المالطية فاليتا .. خرج رجلان يمشيان على مهل تجاه كورنيش البحر .. جزيرة مالطة تتشكل من ست جزر .. في البحر المتوسط .. ثلاث منها مأهولة بالسكان .. هى مالطا وغوزو وكومينو .. والباقية غير مأهولة .. كومينوتو وفلفلا والقديس بولس ! .. فاليتا العاصمة تشبه سفينة تمخر عباب البحر .. فهى على شكل مستطيل يحيط البحر من كل جهاته .. وعلى حافتها البحرية يقع مطار مالطا الدولي .. المالطيون مسالمون .. وذوي طابع عربي في أغلب عاداتهم .. الناس تتجمع بالشوارع وعلى النواصي .. يتجاذبون أطراف الحديث فيما يشغلهم .. ويتبادلون الأخبار الجديدة .. في المساء يلبسون ثيابا أنيقة .. وترتدي نساؤهم أحلى ما عندهن .. ويذهبون إلى المقاهي والمطاعم المنتشرة على طول الكورنيش .. جلس الرجلان .. اللذان خرجا من صلاة العشاء .. على أحد المقاهي .. دار بينهما حديثا خافتا ومرمزا .. - " عبد الواسع .. متى تصل خبزة العصفور ؟ " .. - " مساء غد على الباخرة كما علمت من رجلنا في براغ " .. - " هل علم أن كسرة هذه المرة .. يجب أن تكون منتقاة .. ومن عناصر غير معدنية .. حتى لا يكشفها حارس قفص العصفور بأجهزته ؟ " .. - " بكل تأكيد .. الرجل قال أن نقاوة هذه الخبزة .. تفوق كسرة عصفور النيجر .. لأني أفهمته أن العصفور الحالي .. من النوع النفيس النادر .. الذي لا يرضى بأى كسرة غذاء ! " .. - " عليك نور ! " .. - " قل ياحنيفي .. كيف ستدس الخبزة للعصفور .. دون أن يعلم الحارس ؟ " .. - " بسيطة ياأخي .. الشخص المتعاون هنا .. سيدخل بها من الباب الخلفي للقفص .. ثم يدسها في حقيبة " .. - " إلى أين ؟! " .. - " بعد تدقيقات كثيرة .. ولدواعي الأمان .. قلنا خلها تأخذ جولة حول الدولة .. يعني تلفلف شوية .. تمويه كما تعلم ! " .. وجدنا أنه من الأحسن أن نتخذ مسارا ملولوا آمنا .. تخرج من هنا إلى فرانكفورت بشويش .. ومن فرانكفورت تنقل لحقيبة أخرى إلى لندن وبشويش .. ومن لندن تنقل لثالثة إلى نيويورك وأيضا بشويش .. ثم تعطى للعصفور الجائع بالضبط وهو يحلق فوق المحيط .. فيأكلها بصحتين وعافية .. ثم يغطس بعد ذلك في أحلامه الوردية ! .. التبديل كله سيكون داخليا بين الأقفاص في المناطق الآمنة ! .. يعني بعيدا عن أجهزة الرصد في الدخول والخروج ! " .. - " وتوقيت عشوة العصفور .. حسبتموها جيدا ؟ " .. - " كل المسافات حسبناها بالمسطرة .. لا تقلق .. عصفور نيويورك سيتناول عشاءه فوق المحيط كما قلت .. ثم يرقد بسلام في عمقه ! ". - " يعني الأطلسي هو البيري ! " .. - " ولا من شاف ولا من دري ! " .. *** الفاصل الأصفر الرابع : الأربعاء 21/12/1988م . في أجندتي حصيلة من الأصوات المزعجة .. أحاول تجنبها .. نفير السيارات .. دقدقة الحفارات .. صفير صراصير الليل .. وصراخ الأطفال .. لكن أجمل وأروع صوت مزعج أطربني وأسعدني .. هو صوت صراخ إبني (زاك) إثر ولادته .. صراخه العالي يوم خرج مني كان غريبا ! .. تخيلت صراخه هذا بمثابة إثبات للذات .. أو بمثابة توقيع حضورفي دفتر الأحياء ! .. صراخ الوليد يطمئن ذويه وأطبائه وممرضيه .. أن رئتيه الناشئتين قد إستقبلتا بنجاح أول دفقات الهواء .. بعد إنفصاله عن المركبة الأم ! .. وأنه منذ اللحظة سيصير جسده مسؤولا عن تصنيع أكسير حياته .. بما يأخذه منا من دواء وهواء وغذاء ! .. صراخه أنساني تعبي ومجهودي .. ورد في الأمل والرجاء ! .. صراخه أسعد أباه .. فتناط الفرح من عينيه .. ومال يقبلني في حنان ! .. وبعد عدة أيام خرجت وإنتقلت إلى شقة مفروشة .. إشتراها راؤول .. حتى تكون سكنا طبيعيا لأسرتنا .. الشقة قريبة من الكلية .. بشارع جرافتون ! .. عشنا شهرين في قمة السعادة .. هذه العيشة قربتنا أكثر من بعضنا .. وجعلتنا نعتاد على وجودنا معا .. وكانت أسعد لحظاتنا .. حين يضع راؤول رأسه فوق فخذي .. وينظر إلى بشوق وكأنه ينظر إلى عيني أمه .. ويهمس راجيا سماع درويش ! .. " تحية وقبلة ، وليس عندي ما أقول بعد .. من أين أبتدي ، وأين أنتهي ؟ ودورة الزمان دون حد .. وكل ما في غربتي زوادة ، فيها رغيف يابس , ووجد .. ودفتر يحمل عني بعض ما حملت ، بصقت في صفحاته ، ما ضاق بي من حقد .. من أين أبتدي ؟ وكل ما قيل ويقال بعد غد .. لا ينتهي بضمة ، أو بلمسة من يد ! " .. - " خبريني عما قاله عن فلسطين ؟ " .. وأنا أمسد بأصابعي رأسه .. كما يحب .. وكما كانت تفعل أمه معه .. لأني عرفت أن راؤول مازال يربطه بأمه حبل سريّ متين يمده بشريان حياته وبأكسير وجوده ! .. " عيونك شوكة في القلب .. توجعني وأعبدها ! ، وأحميها من الريح وأغمدها .. وراء الليل والأوجاع أغمدها ! .. فيشعل جرحها ضوء المصابيح .. ويجعل حاضرها غدها ! ، أعز علىّ من روحي .. وأنسى ، بين حين ، في لقاء العين بالعين ، بأنا مرة كنا ، وراء الباب إثنين ! " .. يقول ساهما .. تعرفي ياسلمى .. بعد أن تحصلي على شهادتك .. سوف آخذ أمي وأذهب معكي إلى يافا .. سأستقر هناك .. وأفتح مصنعا للنسيج بها .. ونربي ولدنا زكريا بين أحضان ثلاثتنا .. في فلسطين .. وحين تموت أمي أدفنها في الثرى الذى تنتمي إليه وتهواه ! .. قضى راؤول أكثر من شهرين بجواري .. وكان قد أعد العدة لنسافر جميعنا في إجازة أعياد الميلاد ورأس السنة .. إلى الأرجنتين لنقضيها بين الأسرة .. وحتى تبارك أمه حفيدها زكرياس ! .. حجز لنا على الطائرة الأمريكية (بان آم) المتجهة إلى نيويورك .. حيث نتحول إلى طائرة أخرى برازيلية (فاريق) إلى ريو دي جانيرو ترانزيت .. ثم بوينس أيرس ! .. لكن قبل72 ساعة من السفر .. مرضت وأدخلت المستشفى بنزيف حاد .. بعد يومين خرجت إلى البيت واهنة .. فقررأن يسافر وحده لشدة حنينه إلى أمه .. ولم يغادر إلا بعد أن إطمأن علىّ بحضور منى صاحبتي لتقيم عندي .. يوم الحادي من عشرين من ديسمبر عصرا .. قبلني وقبل إبنه ووصى علىّ صديقتي منى .. ثم إنصرف بحقيبته الخفيفة إلى المطار .. كان يتصل بنا من المطار كل بضعة دقائق .. ذلك لأن الطائرة تأخرت عن موعدها عدة ساعات .. كان آخر إتصال منه في حوالي السادسة والنصف .. طلب مني سماع المقطع الأخير من قصيدة (أحن لأمي) قلت لا داعي ياحبيبي .. عدة ساعات وستكون في حضنها .. أصر .. فبدأت أردد بقلب مقبوض وصوت مرضوض .. " وأعشق عمري .. وأعشق عمري .. وأعشق عمري .. ( قلتها ثلاث مرات قاصدة وتوقفت .. لكنه رجاني أن أكمل .. فأكملت صاغرة ) لأني أخجل إذا مت من حزن أمي ومن دمع أمي ! " ... صباح اليوم التالي صحوت على رنين التلفون .. قفزت من السرير مهرولة .. ظنا أن راؤول يتصل بنا من نيويورك .. لكن المتكلمة كانت منى .. تتكلم من الصحيفة التي تعمل بها .. - " صباح الخير سلمى " .. - " صباحك نور يا منى .. خير إنشالله ؟ " .. - " راؤول أتصل عليكي من نيويورك ؟ " .. - " لم يتصل بعد ! " .. - " أوكي .. سوف أكون عندك بعد قليل " .. تركتني منى في حيرة من أمري .. راؤول إتصل ؟ سوف أكون عندك بعد قليل ! .. صوتها كان غريبا علىّ .. صوت لا يبشر بالخير .. اللهم إجعله خيرا ياربي .. حين حضرت كان وجهها يشع بريقا جميلا يبدو ممتقعا .. سألتني بهرولة وبصوت غريب متحاشية النظر في عيوني .. - " أتذكرين رقم رحلة بان أميركان التي سافر عليها ؟ " .. سقط قلبي من الرعب والخوف .. سقط في فراغ رهيب حالك .. أحسست بالخطر الداهم يحوطني فقلت بلهفة غير عادية وغير ما أعهده في نفسي .. - " لا أذكر .. لماذا .. ماذا حدث ؟ " .. - " أبدا مافي شيئ .. لا تجزعي .. فلقد سقطت طائرة أمريكية أمس فوق اسكتلندا .. ويبدو أنها طائرة أخرى .. لكن علينا أن نتأكد من ذلك ! " .. تناولت منى سماعة التلفون وإتصلت على شركة بان آم .. بعد مدة كررت إسم راؤول جوسو أكثر من مرة .. بحرف الجي(J) التي تنطق خاء بالأسبانية .. إرتجفت يدها بشدة وأنزلت السماعة بصعوبة ثم إنهارت على الكرسي مصدومة .. سألتها في جزع من صحى على صرخة أفزعته .. - " التي كان بها راؤول .. هى التي ... ؟! " .. لم ترد ولكنها أومأت رأسها ببطئ وأجهشت في البكاء .. لم أدر ماذا أفعل .. إرتبكت وإنفكت أوصالي فلم أدر ماذا أفعل ؟ .. خطفت سماعة التلفون وهاتفت شركة لتأجير السيارات .. طلبت منهم سيارة بسائقها لرحلة إلى اسكتنلندا .. ثم ذهبت إلى غرفة نومي لأغير ملابسي وأوجاع الدنيا كلها تحوطني ! .. قبل أن أغادر قلت لها بلهوجة : " ديري بالك على زكريا الله يخليكي ؟ " .. حين وصلنا إلى قرية لوكربي بأسكتلندا .. كان المرض والقلق والهواجس .. قد هشموني تماما .. كان موقع الطائرة المحطمة محاطا بكردون من الشرائط الصفراء .. وكانت سيارات الشرطة في كل مكان تلعلع بأضوائها الخاطفة .. حاولت الإقتراب فمنعني عنصرا من الشرطة بخوذته اللامعة .. وشرائطه العاكسة التي تجلل معطفه .. قال بأدب : " ممنوع الإقتراب ! " .. - " هل نجى أحد ؟ " .. - " لم نعثر على أحد بعد .. يبدو أن الركاب ال (27.) ماتوا كلهم في الإنفجار ! " .. - " الإنفجار ؟! " .. - " نعم إنفجرت ! " .. كانت السماء قد أمطرت مطرا غزيرا قبل حضوري .. لأن الأرض كانت مبللة وموحلة .. مثل أحلامي وأوجاعي التي أمطرت داخلي وبللت ووحلت مستقري فبدأت أغوص في قاع لا أعرفه .. فترة طويلة إنقضت علىّ وأنا مصدومة ومسهومة أنظر كما التائه .. إلى حطام الطائرة وأشلاء الركاب المتناثرة .. كانت بعض مجموعات بشرية قد تجمعت تهمهم بأسئلة حائرة .. ودموع تسقط من مآقي كانت قبل ذلك جافية .. عبرت فوق رؤوسنا غيمة وحيدة قاتمة .. سقطت منها حبات كانت أعتقد أن كانت مثلي غافلة .. يا غافل لك الله ! .. حباتها أثقلتها كانت أحزان طارئة فهوت منها على رأسي .. رأسي المثقلة بهموم تنوء بها الجبال العاتية .. ألم تجد غير هذه الرأس الحزينة لتهبط فوقها ؟ .. فتزيد لوعتي لوعة وتحطم ما بقىّ من أشرعتى التي كنت أحارب بها أمواجي العاتية ! .. عدت إلى بيتي أجر أذيال خيبتي وقهري .. ضممت بخوف ولدي على صدري .. أردت أن أحضن فيه حاضري حتى لا ينساب مني ! .. أتشبث بما بقى لي من أسرة كان دفؤها يملؤني ! .. أقبض على الجزء الذي بقى من حبيب خطفته يد المنون من حضني ! .. سقطت دموع حزني الحارة على الوليد .. فإنتفض فزعا .. بكى غاضبا في وجهي ! .. جاءت منى من الخارج ومعها التلفون .. قالت بهمس الأرجنتين على الخط .. أعطتني السماعة وأخذت الولد من صدري .. - " Ola .. ola .. ola, Salma ? " بصوت مرتعش حزين متهدل .. - " هالو إيزاك " .. - " A,dondi stas Raul ? " .. - " بالإنجليزية من فضلك ؟ " .. - " أين راؤول ؟ " .. - " لا ليس هنا ! " .. - " أوكي .. دعيه يحضر على عجل .. أمي ماتت أمس ! .. نريده أن يلقي عليها نظرة الوداع قبل دفنها .. أخبريه بسرعة لو سمحتي ! " .. هزني الخبر بعنف على ما أنا فيه من زلزلة .. فصار جسدي يرتجف كمريض سيطرت عليه الحمى .. وغشيني ضباب غبش رؤياى من كثرة إنهمار سوائل عيني وأنفي .. وسحب قدرتي النزيف الذي إنساب من أسفلي ! .. أستجمع بصعوبة ما تبقى من طاقتي .. أرتجف أرتعش أتشنف .. أقبض على روحي حتى لا تنزاح من جسدي .. بالكاد إستطعت للحظات خاطفة أن أتغلب على رذاذ الملح التي نثر فوق جروحي !.. وأن أنطق ملتاعة من بين فكين يتلاطمين كغريمين جمعتهما حلقة للملاكمة ! .. - " لا داعي للإنتظار .. إدفنوها في سلام .. راؤول لن يحضر يا إيزاك .. لن ي ح ض ر .. إنه يعانق أمه الآن في السماء ! " .. ثم سقطت السماعة من يدي .. وسقطت أنا في لجة سوداء عاتية من النحيب والبكاء !!! ... (تصبحون على خير ـ مصـطفى سـكرـ جدة 21/3/ 2007 م ) |
||
تحية طبية وبعد
ادعوه الله ان يفكك محنية أخوانيابلفلسطين |
||
ومين سمعك يا أخي يا حازم
بإذن الله فلسطين للمسلمين وأدعو ربنا يرزقنا شوفتها والتنفس من هواها والصلاة بأقصانا اللهم انصر إخواننا وثبت أقدامهم وقوي ايمانهم ويقينهم وارحمهم برحمتك الواسعة وأرنا في أعدائك أعداء الإسلام والمسلمين عجائب قدرتك إنك على كل شيء قدير وصلي اللهم وسلم على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين |
||
انا جدي ولد في حيفا {ام الشوف} اتمنى ان ارى بلادي في فلسطين وان يزول الاحتلال عنها قريبا ان شاء الله وان تعود الينا اراضينا المسلوبة غصباواقول قلوبنا مع الاطفال الذين يعانون في فلسطين عامة وفي غزة خاصة
|
||
hi,im jozef from palestine and i love palestine ,palestine the first for ever)))
|
||
انا اسمي خلود لاجئة فلسطينية من سوريا اتمنى ان تختفي اسرائيل من الوجود وانا نرجع الى فلسطين هذا هو حلمي شكرا على هذا الموقع الجميل
|
||
اتمنى من اي شخص مشارك تتوفر لديه اي صور عن وطني الاصلي مسكه ان يزودني به وانا مدين له بمشاعري اعشق وطني حتى الثماله وللوريد الشاعر المهندس سليم الدحمس
|
||
تحياتي الى اهالي جينين وقراها وخصوصا قرية رابا وابعث احر اشواقي الى اهلها
|
||
Wir suchen ein Film über Wasser problem der palنstinenser.AKC Stuttgart
|
||
شكرا لكم على هاذا الموقع الجميل واتمنا المزيد من الصور
|
||
بارك الله فيكم
حقيقة أنتم من يصنع التاريخ النظيف ويحافظ عليه |
||
شكرا لكم على هذه المعلومات القيمة التي أعادت لنا شريط الذكريات عن تاريخ فلسطين المشرف العريق دمتم ذخرا لنا و للأمة و نفع الله بكم و نتمنى تزويدنا بالمفيد دائما ألف شكر لكم
|
||
أنا أعشق فلسطين أعشق ترابها و رملها وطينها وشكرا لكم علي هذا الموقع الجميل و المفيد الذي أعاد لنا شريط الذكريات عن تاريخ فلسطين العريق المشرف ألف شكر لكم الله يجعلكم ذخر لنا
|
||
انا الحر الحر فلسطيني لاجئ في سوريا اتمنا ان تتوحد جميع الفصائل الفلسطيني لاننا سنصبح مثل العراق بالخلافات ما بين السنين والشيعه
|
||
انا ناجح ابوالرب من قرية جلبون وبشكر جميع القائمين على هالموقع وبحكيلهم........
الله يعطيكم العافية والمزيد من التقدم والنجاح واعانكم الله على خدمة شعبنا وقضيتنا وقوميتن ووطنيتنا |
||
hi ,im jozef from betlehem and i live now in ukrine,i miss palestine and my peopel
|
||
اننا شعب عانا في حياته وان الله معنا فنحن اسود لا نهاب الموت ونحن نكافح لنعيش وان الفرج لقريب فدعو الله
|
||
أرجو منكم أن تبعثوا لي صور عن المسجد الاقصى القديم وشكراً
|
||
اتمنى ان يزول الاحتلال
|
||
تحيه من ابو بريزه الى اهالي بيت ليد الكرام ابو بريزه مالك سنتر
|
||
اتمناء منكم ان تزودونه معلومات عن تاريخ فلسطين والقدس الحبييبة ابتكم الحنونة ميساء حسين مخيم البريج
|
||
أرفع راسك أنت فلسطيني وأحلى سلام للناس البواسل
|
||
السلام عليكم ورحمة اللة وبركاتة انا من الشيخ داوود من قضاء عكا لا يوجد صور ارحوا منكم ان كان لديكم اية صور ومشكوررر
|
||
كل عام والامة الاسلامية والعربية بالف خير وخصوصا اهالي كفراعي ودار الشيخ ابراهيم الكرام
|
||
تحية من ال خالد الدقس من الاردن الى اهالي فلسطين جمعين نهنكم بالعيد و كل عام وانتم بالف خير يا خواني و اخواتي
|
||
انا محمد ابو خليل من ام الفحم وللاسف لم ارى اى صوره لها على الموقع معانى اتمنى انت ارى ولو صوه لبلدتى التى لم اراها واسمع عنها دائما من جدودى
|
||
سلامي لكل فلسطيني في الوطن و الشتات اعادكم الله بخير و كل عام و انتم بخير بمنسبة خلول عيد الاضحى المبارك.
|
||
موقع جميل جدا
|
||
بسم الله الرحمن الرحيم . . . . والصلاة والسلام على نبيه الأمين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه الغر الميامين
أما بعد، تحية عبقة أسديها لكل القائمين على هذا الموقع ، وأرجوا العلي القدير المزيد من التقدم والإزدهاد لكم، في ظل السيادة الكاملة على ترابنا الطهور من البحر إلى النهر، يا حبذا وجود صور توثيقية لبعض القرى مثل اللُّبن الغربية قضاء رام الله وفق الله خطاكم وحماكم من كل مكروه. |
||
بسم الله الرحمن الرحيم:-
الاخوه مدراء الموقع احييكم وطاب منبعكم لقد رسختم عملا ارجوا من الله عز وجل ان يجعله في ميزان حسناتكم فما سطرتموه من كلمات بليغه لهو حقا تاريخ من الماضي وسطور من نور للمستقبل. |
||
بسم الله الرحمن الرحيم
انا نورالمسحاوي من قريه مسحه التي افتخر ان تكون اصولي من هذه القريه التي طالما حلمت ان استقر بها ومع اني غائب عنها فهي دائما في قلوبنا ادام الله من قام على هذا المشروع الرائع ارجو ارسال صور حديثه لقريتنا الجميله على موقعي الالكتروني ولكم جزيل الشكر |
||
الاخوه مدراء الموقع
تحيه عطره لكم جميعا ... موقع راقى جدا يستحق كل الدعم والتقدير ... لقد ذكرتمونا بالشجر والحجر زالواد والجبل ..اننى لاشتم رائحة الطيون ورائحة التراب المبتل بماء المطر ..لكم كل الاحترام مع خالص تحياتى لكم من الكويت |
||
الاخوة ادارة الموقع ادامكم الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته جزاكم الله خيرا على هذا العمل و المجهود الجبار الذي قمتم به . هذا الموقع اعاد الحياة للترابط و التعارف الاسري بين ابناء الشعب الفلسطيني في الوطن و الشتات . تعرفنا على كثير منهم من خلاله و كذلك عرفنا الكثير عن المدن و القرى الفلسطينية . الف شكر و تحية لكم |
||
ggggggo out the game يعني اذهب خارج العبة thanks شكرا
|
||
موقع جدا رائع
واشكركم على جهودكم الراقيه ، وعلى المعلومات الجميله عن بلدتي الحبيبة فلسطين |
||
شكرا على
|
||
افلام رائعه
|
||
السلام عليكم ,شكرا لمن من ساهم في جعل قريوت قرية جميله واتمنى مزيدا من التقدم.
|
||
اشكر هذا الموقع الذي يوفر المعلومات عن وطننا فلسطين لجميع الاجيال التي لم تعش في فلسطين وتعلمهم عنها (ان شاء الله عائدون)
|
||
اشكر هذا الموقع على وطنيتة الكبيرة واشكرة ايظا على تعرف كل شخص في فلسطين على بلدة الاصلية ، وربنا يوفقكم بعملكم هذا .
والله الموفق |
||
يلا منيح :)....
|
||
لقد كنت اتمنى رؤية بلدي وهي بيت عطاب
وأخيرا تحققت هذه الامنيه بفضلكم ولكم كل الشكر |
||
شكرا للقائمين على هذا الموقع المميز اناعمادحسنين من دير الدبان قضاء الخليل
|
||
تحية العودة وبعد
لا يسعني الا ان اجل واحترم وانثني اما الشباب الذين ساهموا في بناء هذا الموقع وبذلوا الجهد العالي في سبيل انجاحه متمني لكم التوفيق واننا لعائدون ناجي عودة قرية ديرابان المحتلة |
||
الذي يقرأ سورة والنجم الآية رقم 50 يجد فيها أن الله سبحانه وتعالى بشر بدمار وهلاك أمريكا (وقد أهلك عادا الأولى) أي أن هناك عادا الثانية وهي الولايات المتحدة الأمريكية. ولو قرأت سورة الفجر فقد أعطى الله سبحانه وتعالى شرح وتفصيل لعاد (إرم ذات العماد) ولم توجد إرم ذات العماد إلا في الولايات المتحدة الأمريكية. وهذا دليل وبرهان وتأكيد من القرآن الكريم أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تبق القطب الأوحد بل هلاكها ودمارها قريب إن شاء الله وخاصة أننا الآن في عصر الظهور ظهور الإمام المهدي عليه السلام.
|
||
انا من الولجة وأعمل بين الخليج وأفريقيا وعملي هو سفير متجول للشرق الأوسط ومهم ان اعرف عن فلسطين
وجزاكم الله الخير |
||
كل عام وانتم بخيرررررررررر
|
||
كل عام وأنتم بخير
|
||
إني لبناني لكنني أكتب قصة عن فلسطين(وادي الحمام)
رجاء من يملك معلومات عن هذه البلدة ليزودني بها لأن معلوماتي عنه قليلة جدا [email protected] |
||
انا بتكون امي من ابوغوش وانا بموت كتير بمدينة ابوغوش وبحبها
|
||
السلام عليكم
كل عام و الأمة الإسلامية و الشعب الفلسطيني الصامد بألف خير و أمنياتنا إنه ربنا ينعم علينا و نرجع لأرضنا الغالية و نرجّّع الأقصى بإذن الله |
||
كل عام والشعب الفلسطيني والامه العربيه بالف خير بحلول عيد الفطر السعيد وربنا يعيده علينا وعليكم باخير واليمن والبركات
|
||
كل عام و الجميع بخير بمناسبة عيد الفطر السعيد اهلى وربعى اهل قاقون و فلسطين
|
||
السلام عليكم ...
من ال 1800 وجدودنا عاشوا في بئر السبع وبحكوا إلنا عن ترابط العيلتين وعلى فكره أنا متزوج من عيلة شعث. المهندس: محمد العطاونه--الاردن-عمان |
||
موقع جميل جدا.. شكرا للي شارك في عمله..
وطبعا تحية خاصة إلى جميييع أهل فلسطين وبالأخص(بورين) |
||
مرحبا انا من رامين وممكن احكي معكم
|
||
السلام عليكم
نشكر القائمين على الموقع المميز والذي يجمع جميع الاخبار عن فلسطين وقراها.. نحن في قرية مردا نعاني الكثير من المشاكل بسبب موقعهاحيث مسعمرة ارئيل من الجهه الجنوبية وشارع عابر السامرة من الجهه الشمالية بالاضافة الى بوابتين حديدتين واحده من الجهه الشرقية والاخرى من الغربية مما يعاني اهل القرية الكثير من المصاعب في حياتهم اليومية |
||
الله يرحم ايام اباءنا و اجدادنا اللي ناموا على الحصيرة وما ساوموا على ارضهم .
|
||
First of all Assalamou alyekou wa rahmatouallah wa barakatouh
The web site is extraordinary and the photos makes me cry, I'm from algeria yet I feel some think I never felt before Ifill as if I belong to this lands and that a part of me is torn I hope that I can do something I please the the almaghty to free this land and to use us in this . |
||
سلامي الى الأهل والأحبة في سورية ولبنان و فلسطين وأخص بالذكر الوالد عادل حميدان وسلام خاص الى كمال حميدان في كندا
|
||
انا بحب ابشر كل طيماوي وكل عربي انو ارضناا هترجع هترجع مهماا طال الزمن او قصر وان شا الله صوريخنا ستصل الي ما ابعد من بيت طيماالأبيه( عاش الديب ملك الجبال )
[email protected] |
||
موقع رائع جدا يسمح لنا بأن ننسى التشرد الذي نحياه ولو لثواني قليلة
|
||
بسم الله الرحمن الرحيم
في اول ايام رمضان الكريم بدء سكان مخيم الفارعة معانتهم في شرب مياه ملوثة بمياه المجاري اي الصرف الصحي مما ادى ذلك الى انتشار امراض البطن والجهاز الهضمي مما اضطر الى نقلهم الى عيادة الفارعة الصحية التي تفتقر الى ادنى مؤهلات الصحة الزعيم ط.ش |
||
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيفيكم شو اخباركم انا بشكر كل من ساهم في تطوير هذه الموقع المميز والمرتب موقع قريتنا قرية الصمود والتحدي لكم مني انا رافت البرغوثي كل الاحترام والتقدير ولكم اجمال التهاني والتبريكات بمناسبة شهر الرحمه والمغفره والتوبه لكم كل الشكر والى الامام يا قريتنا المعطاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته [email protected] |
||
من نابلس الى جنين الى الخليل ال رام الله الى قلقيليه الى كل فلسطين سنبقى فيكي حتى اخر لحظه
|
||
مرحباً بكم إنشاء الله عرفتوني
|
||
انشاء الله انه نكون وصلنا بعط المعلومات عن هالقريه وانتظرونا في جديد
|
||
بالطبع هذا موقع مميز ، نشكر القائمين علية ، ونتمنى لكم التوفيق والى الامام
|
||
salam to all the brothers, i would thank whom made this website. whick who trying to get us all up togother. w/salam
|
||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اشكر صاحب هادا الموقع المميز والى الامام وكما اهدي سلاماتي الحارة الى كل اصاحبي في قرية عيلبون واخص بالذكر ايهاب وبطرس وفادي وعيد واياد وعايد والى الوردة ابو ايهاب والى حبيبي ( المحاية) اخوكم المشتاق يوسف الدكتور ( على فكرة عيد وعايد وايد اولاد خالتي ) |
||
مرحبا....هذاالموقع هوموقع وطني واشكركل العاملين عليه
|
||
اشكر كل من ساهم في انشاء هذا الموقع
|
||
بسم الله الرحمن الرحيم
في البدايه اشكر كل من ساهم في انشلء هذه المشروع لانه اعاد لهذه البلد العظيمه تاريخها |
||
مرحبا أهنئ ألآخ عبدألباري علي هاذي
|
||
الك يا سيلة الابطال يا سيلة الفرسان يا سيلة راغب جرادات وهنادي جرادات وصالح جرادات الك يا سيلة الشيخ نعمان الك يا سيلة الاحرار الك يا عميد الاسرى انس جرادات الك يا شيخ سامي جرادات الك يا شيخ محمد جرادات الى اليكم يا ابطال الجرادات يا مهند جرادات وبشير جرادات الاسيرين المحررين من الاحتلا الى فرسان الجرادات فرسان السريا في جنين الى الحارثية كافة اهدي سلامي من ارض الغربة ارض الغرب اللعين
|
||
والله العظيم انه موقع مرتب زي صاحبه وانا اوجه كل تحياتي واشواقي لصاحب الموقع الجميل
وشكراً لكم |