بريطانيا تحيل قضية فلسطين الى هيئة الأمم - 2 نيسان 1947 - النكبة الفلسطينية والفردوس المفقود للأستاذ عارف العارف

بريطانيا تحيل قضية فلسطين إلى هيئة الأمم

أيقنت بريطانيا ، بعد انقضاء ثلاثين عامًا على وجودها في فلسطين ، أن ما أسمته عصبة الأمم بالانتداب مشروع فاشل ، وأن زمام الأمور قد أفلت من يدها رغم الجهود التي بذلتها لإرضاء الفريقين - العرب واليهود - فلم يعد في إمكانها أن تسيطر على البلاد كما كانت مسيطرة عليها في أوائل عهد الانتداب (1) .
ولهذا اعتزمت أن تنسحب من الميدان ، كدولة منتدبة ؛ على أن تعود إليه فيما بعد ، بشكل آخر ، يصون كرامتها ، ويضمن لها قسطًا من الغنم ، دون أن تتحمل وحدها الغرم كله .
وكانت نتيجة ذلك أن تحولت القضية الفلسطينية من وزارة الخارجية البريطانية في لندن إلى هيئة الأمم المتحدة في نيويورك . وقد تم ذلك في 2 نيسان سنة 1947 إذ وجهت بريطانيا يومئد إلى السكرتير العام لتلك الهيئة كتابا ترجوه فيه :
1 - دعوة الهيئة العمومية إلى عقد دورة استثنائية من أجل تأليف لجنة خاصة لبحث المشكلة الفلسطينية .
2- درج هذه المشكلة في جدول أعمال الهيئة العمومية عند انعقادها في دورتها القادمة .
هذا هو التفسير الذي عرف في الأوساط الدولية للأسباب التي دعب بريطانيا لإحالة القضية الفلسطينية إلى هيئة الأمم ولكن الأوساط العربية ، وإن شئت فقل معظمها ، فإنها تقول إن تلك الخطوة كانت نتيجة خطة دبرها البريطانيون بالاشتراك مع اليهود وبعض الهيئات الدولية لينفذوا مشروع التقسيم . ذلك المشروع الذي وضعوا أساسه قبل بضع سنين .

هيئة الأمم المتحدة تنتدب لجنة خاصة لتدرس المشكلة
*
اجتمعت الهيئة العمومية في فلاشنغ ميدوز بنيويورك في 28 نيسان سنة 1947 فقررت دعوة جميع الحكومات والشعوب ، وعلى الأخص سكان فلسطين ، إلى الامتناع عن أعمال العنف والتهديد ، أو القيام بأي عمل من شأنه أن يعيق حل المشكلة .
-------
(1) اقرأ ما كتبناه عن الاحتلال البريطاني لهذه البلاد (1917) وعن صك الانتداب (1922) وعن القلاقل والثورات التي قامت بسبب هذا وذاك , في الجزء الأخير من كتابنا (تاريخ القدس) .

انا لم اكن قدقرات هذا الكتاب منقبل وتمنيت لو قراته من قبل واتمنى ان يقراه جميع من يحب هذا البلد فقدتعرفت على خفايا ورغم انني في السادس عشر من العمر لم اكن اعرفها واتمنى ان يكون شخصاخر في هذا البلد مثل عارف العارف وسكرا