النكبة الفلسطينية والفردوس المفقود للأستاذ عارف العارف - المجلد الأول - صفحة 17

بلبنان ، وأرسلت المملكة العربية السعودية الشيخ يوسف يسن ليمثلها .
ولما اختير اللواء إسماعيل صفوة باشا رئيسًا للجنة (1) وكان هذا عراقيا ، انتدبت حكومة العراق أمير اللواء نظيف الشاوي ليمثلها في اللجنة .
وانضم إلى اللجنة بعد قليل طه باشا الهاشمي كمفتش عام للمتطوعين .
ومع مضي الوقت أصبح هذا (أي الهاشمي) الموجه الأول لأعمال اللجنة (2) .
-------
(1) حدثني إسماعيل صفوة فقال إن أمرا بتعيينة لرياسة اللجنة لم يصدر لا من جامعة الدول العربية ولا من أية حكومة من الحكومات العربية . وإنما اختاره زملاؤه للرياسة بوصفه أكبرهم سنا .
إنه إسماعيل صفوة بن سعيد ولد في الموصل سنة 1895 هـ وأتم دراسته الابتدائية فيها وسافر إلى أستانبول لإتمام دراسته العسكرية ولكنه لم يتمها بسبب إعلان الحرب الكونية الأولى <<1914>> فتخرج برتبة مرشح <<ضابط نامزوي>> وسيق إلى جهة الدردنيل . ومنها إلى جبهة القفقاس وقد رفع إلى رتبة ملازم ثان . وبعد سقوط أرضروم <<1915>> سيق إلى جبهة فلسطين وفيها وقع في شرك الأسر . وبعد أن وضعت الحرب الكونية الأولى أوزارها عاد إلى وطنه العراق حيث اشترك في ثورة 1921 تلك الثورة التي أوقدت نيرانها ضد الانكليز . وأدانه الانكليز مع من أدانوه من رجال العراق بسبب اشتراكهم في تلك الثورة ، ففر إلى الشام . ومكث فيها إلى أن احتلها الفرنسيون بقيادة الجنرال غورو فغادرها إلى تركيا ثم عاد إلى العراق عندما تسنم عرشه الملك فيصل . ودخل كلية الأركان ببغداد <<1930>> وتخرج منها . ثم راح يتدرج في مراتب الجيش من ضابط ركن إلى قيادة فوج فلواء ومعاون رئيس الأركان . وقضى في اليمن ثلاثة أعوام رئيسًا للبعثة العراقية التي انتدبت لتنظيم الجيش اليمني . ولما نشبت حرب فلسطين <<1947>> صار كما سبق وقلنا رئيسا للجنة العسكرية واختير مدة من الوقت للقيادة العامة وبعد وقف القتال عامًا عاد إلى وطنه في العراق وتولى قيادة الفرقة الثانية ثم ترك الجيش <<1951>> فعين مديرا عامًا للسكك الحديدية .
(2) هذا ما نعرفه ويعرفه كل واحد من نحن الذين كنا على اتصال مباشر أو غير مباشر باللجنة العسكرية وأما طه باشا الهاشمي فيقول عن نفسه <<اقرأ مذكراته المنشورة في العدد 12 من جريدة <<الحارس>> البغدادية بتاريخ 12 شباط 1953>> ما يلي بالحرف الواحد :
لم أتولى أي عمل رسمي في فلسطين . ولم أكن مسؤولا عن وضع الخطط وإدارة الحركات ولم يصدر أي أمر رسمي بتعييني من الحكومة السورية ولا من الحكومة العراقية ولا من الجامعة العربية ـ وكان عملي لا يختلف عمل أي عضور ينتمي إلى جمعية سعت لمساعدة فلسطين .
ولكنه في موضع آخر من مذكراته قال :
لقد أتيح لي أثناء إشرافي على شؤون فلسطين أن أحضر الاجتماعات الرسمية وأن أتصل بالمقامات المسؤولة وأن أطلع على ما جريات الأمور وأستمع إلى المناقشات وأقف على مذكرات خفية . فسجلت