النكبة الفلسطينية والفردوس المفقود للأستاذ عارف العارف - المجلد الأول - صفحة 21

ولما كان الزمن في صالح العدو فإن من المصلحة تقصير أمد الحرب وإنهائها بأقصى ما يمكن من السرعة . وتأمين التفوق على العدو في العدد والعدة .»
ولهذا اقترح :
«تنظيم عرب فلسطين وتسليحهم وتدريب أكبر عدد من شبانهم ليتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم إذا ما هاجمهم اليهود . ومن مشاغلة الأعداء مشاغلة تخفف عن الجيوش العربية عبأها .»
وسافر بعد قليل إلى القاهرة ، حيث حضر الاجتماع الذي عقدته اللجنة السياسية فيها وقد حضره كل من النقراشي (مصر) ومردم (سوريا) وجبر (العراق) والصلح (لبنان) والملقي (الأردن) ويسن (المملكة السعودية) والمؤيد (اليمن) والمفتي (فلسطين) وعزام (الجامعة) .
وأعاد أمام اللجنة ما ذكره في تقريره المتقدم ذكره . كما ذكرها باقتراحه السابق من حيث حشد الجيوش العربية على مقربة من الحدود. فاقترح أن يرابط الجيش العراقي في منطقة المفرق والجيش السوري في القنيطرة .. واللبناني في صيدا وصور .. والمصري في العريش .. والسعودي إما في الأردن أو في مصر . والأردني في عمان ، مع العلم بأن بعض قطعاته موجودة في الوقت الحاضر في فلسطين .
واقترح أن تكون لهذه الجيوش كلها قيادة موحدة عامة .
وأكد لي إسماعيل صفوة ، عندما حدثني عن نتائج الاجتماع ، أن اللجنة السياسية لم تعر أقواله أذنًا صاغية . لا ، ولا نفذت بندًا واحدًا من البنود التي ذكرها في تقريره .
وبعد أن كانت اللجنة العسكرية تطالب يحشد الجيوش العربية على مقربة من حدود فلسطين ، راحت تصر على اجتياز تلك الجيوش للحدود واشتراكها الفعلي في القتال .
ققد جاء في تقريرها الذي رفعته إلى الأمين العام بتاريخ 7كانون الأول 1947 رقم 14 / 10 آب أنه يجب على جيوش الدول العربية أن تشترك بحركات إنقاذ فلسطين لأن للصهيونيين قوات مسلحة وتشكيلات منظمة . ومن المنتظر أن يأتيهم من وراء البحار إمدادات لا تنضب .
وسافر رئيس اللجنة العسكرية بعد ذلك إلى القاهرة . واجتمع إلى الأمين العام عبد الرحمن عزام فسلمه تقريرًا تاريخه 7 / 1 / 1948 ورقمه 15 / 10 / آ وقد أشار فيه إلى ما جاء في تقاريره السابقة وإلى إهمال اللجنة السياسية لما جاء في تلك التقارير .