2008-01-05 00:01:52 UAE
اتحدوا أو ارحلوا
بقلم :موسى ابو عيد
مع دخول رحلة التيه والضياع والتشرد الفلسطيني عاما جديدا لا
نقدر إلا أن نكون متفائلين انطلاقا من القول « تفاءلوا بالخير
تجدوه» مع أن البشائر لا توحي بذلك، لكن نرجو أن تخيب ظنوننا
ونخرج من عام 2008 وقد تحقق للشعب الفلسطيني وحدته الوطنية ولملم
جراحه وأنجز بعض مبتغاه في الاستقلال والحرية، خصوصا وان دعوات
كثيرة للحوار قد انطلقت من جديد ومن جهات فلسطينية مختلفة.
على الشعب الفلسطيني وقواه الحية أن ترفع الصوت والصرخة عالية في
وجه كل من يرفع السلاح في وجه أخيه والحفاظ على طهارة السلاح
الفلسطيني بحيث يبقى مشرعا في وجه العدو الصهيوني فقط وليس في
وجه احد سواه، ويجب الضغط على طرفي الخلاف وهما فتح وحماس لبدء
حوار جاد يؤدي إلى الخروج من المأزق الذي نعيشه والاتفاق على
الخطوط المشتركة وهي في الواقع أكثر من تلك التي يختلفان عليها.
ويجب وضع النقاط على الحروف والعودة إلى الاتفاقات المشتركة التي
تم التوصل إليها ومنها وثيقة مكة ووثيقة الأسرى والالتزام بكل
اتفاق يتم التوصل إليه والابتعاد فعليا عن أي أسلوب أو عمل يؤدي
إلى شحن الأجواء وتوترها بين الطرفين.
لقد كانت احتفالات الفصائل الفلسطينية بذكرى انطلاقتها عامل
توحيد وتعبير عن وحدة الشعب الفلسطيني بغض النظر عن تعدد
انتماءاته السياسية وتشعب الآراء حيث كانت بقية الفصائل تشارك في
أي احتفال يقيمه أي فصيل مسلح.
وكانت الاحتفالات بمثابة تجديد للعهد على الالتزام بالثوابت
والإصرار على تحقيق أماني الشعب الفلسطيني في التحرر والعودة إلى
دياره ودحر الاحتلال، أما اليوم فان الاحتفالات تحولت إلى
مهرجانات ومنابر للشقاق والخلاف والتراشق بنيران الأسلحة قبل
التراشق بالكلمات المفلتة من عقالها والتي تصب الزيت على النار
ولا تطفئ لهيب الخلاف الفلسطيني ـ الفلسطيني.
ان أمام فتح وحماس خياران لا ثالث لهما فإما الوحدة والاتفاق
والارتفاع فوق الخلافات وتضميد الجراح حماية لمنجزات الشعب
الفلسطيني والتي حققها عبر قافلة من الشهداء والجرحى والأسرى
وتضحيات شارك فيها كل أبناء الشعب الفلسطيني.
وأما الخيار الثاني فهو الرحيل وترك الشعب الفلسطيني يتدبر أمره
ويفرز قادة ومناضلين جددا هدفهم الوحيد الالتزام بانجاز حقوق
الشعب الفلسطيني وليس البحث عن مناصب وكراسي وأهداف شخصية تعيدنا
للخلف عشرات السنين وتطيل رحلة الشقاء والبؤس.
لقد اثبت الشعب الفلسطيني عبر نضاله الطويل ضد الاستعمار الغربي
وضد الحركة الصهيونية انه متقدم على قيادته وانه هو صمام الأمان
وهو القادر على كنس أي قيادة تفرط في حقوقه أو تعجز عن تحقيق
أمانيه وتطلعاته والتاريخ الفلسطيني عرف الكثير من الأحزاب
والتيارات والشخصيات القيادية التي تم تجاوزها وصعود تيارات
وقيادة أخرى بديلة أكثر صلابة من سابقاتها وأكثر قوة وفعلا.
وألام الفلسطينية ولادة وأكثر نساء العالم خصبا وهي قادرة على
ولادة الرجال ولا مكان لأشباه الرجال أو لمن ينحني للأعداء بدعوى
عدم القدرة على تحقيق أكثر مما هو مطروح.
إن الإصرار على الموقف والالتزام به هو الذي يحقق الأهداف وقصة
حجاج غزة اكبر مثل على ذلك فلولا إصرارهم على رفض العودة إلى
قطاع غزة إلا عبر معبر رفح لما عادوا إلى ديارهم من المعبر نفسه
الذي خرجوا منه إلى الديار المقدسة. والأمثلة كثيرة وليس هنا
مجال ذكرها.
ألا توحدنا المجازر الصهيونية والتي ترتكب بحق أبناء الشعب
الفلسطيني في الضفة المحتلة وقطاع غزة؟ ان دماء الشهداء الذين
يرتقون إلى العلى كل يوم بالعشرات تلعن كل من لا يثأر لها ولا
تهتز مشاعره وتدفعه للتخندق معا بعيدا عن التناحر والخلافات
ونبشر العدو الصهيوني وكل المختلفين بانتفاضة ثالثة تكنس
المختلفين وتكنس الاحتلال الصهيوني.
هي صرخة نطلقها في وجه المتناحرين: الاتفاق والوحدة أو الرحيل
حتى لا يأتي اليوم الذي ترددون فيه «أكلت يوم أكل الثور الأبيض»،
ولكن ساعتها لا ينفع الندم.
[email protected]
جميع الحقوق محفوظة - مؤسسة البيان للصحافة والطباعة والنشر © 2007
شارك بتعليقك