يقول لي جدي ابن التسعين ربيعا اننا وكل سكان بلدتنا الحبيبة قديما طبعا كنا نتسامر ونسهر حول النار ونزور بعضنا البعض ونشارك بعضا البعض الافراح والاتراح والليالي الملاح وكنا نتشارك بكل مصيبة او مناسبة سعيدة معا
يقول كنا قلة نحن سكان البلد ولم يكن عدد البيوت وقتها يتجاوز الخمسين بيت او يزيد بقليل لاننا كنا نسكن المغر والكهوف التي هي بالنسبة له اجمل واجود بيوت ذلك الزمان
يقول كانت رائحة القهودة العربية الاصيلة المحمصة تحميصا جيدا تفوح بالازقة والطرقات وكانت اصوات الخيل والدواب والماشية تتطرب الاذان وكانت زغردات النساء تزين الحارات وكنا نعيش حياة هانئة لم يعشها انسان من قبل
يقول كنا اهل الكرم والعز والشهامة والمروءة كنا اذا صادفنا غريبا في البلد نتوجه له جميعا بالترحيب والعزيمة عليه من اجل ان نكرمه وكنا في بعض الحالات نتشاجر مع بعضنا طبعا مشاجرة بسيطة من اجل ان يقوم شخص منا باخذ الضيف لبيته ليكرمه
يقول كنا نلعب الورق والنرد وندخن دخاننا العربي المعروف ونشرب قهوتنا اللذيذة وناكل من خيرات ارضنا ومن اكلاتنا وطبخاتنا العربية القديمة كل ليلة نسهر حتى منتصف الليل حتى يدب النعاس فينا فنذهب الى بيوتنا وننام نومة هنيئة لم نعد نستلذ بها
كنا نساعد الثوار ونطعمهم ونخبئهم بكهوفنا ومغرنا ونعطيهم ما يلزمهم
كانت عندنا مروءة وشهامة وكرامة وعزة وفخر وكانت لنا حياة هادئة اما الان فكل شئ قد اختفى
يقول انا لا اصدق ان كل هذه العيشة الهنية قد ذهبت ادراج الرياح ونحن الان نعيش بلا لذة او طعم للحياة
يقولها وينفخ دخان سيجارته العربية اخ اخ اخ على تلك الايام الخوالي
الله الله الله كانت ما اجملها والذها اما اليوم فلم يبق شئ
تذكرونا كما نتذكركم
شارك بتعليقك